الجمعة، 4 ديسمبر 2009

لماذا هذا الكتاب؟ / جبهة التحرير الفلسطينية تاريخ مشهود له في عمر الثورة

لماذا هذا الكتاب
هذا كتاب آخر من بين عدة كتب صدرت عن جبهة التحرير الفلسطينية، ولكن ميزة هذا الكتاب أنه الأول الذي يعطي حق لقائد كبير آمن بأمته وشعبه.. الشهيد القائد الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية "أبو العباس" الذي فقدناه في أحلك الظروف التي تمر بها القضية الفلسطينية، فهو ثمرة جهد للمؤلف الذي قام بدور ملحوظ. ويحتوي على مجموعة من القضايا الرئيسية التي تتعلق بالجبهة، أي أنه مع الحقائق الموضوعية.
واليوم، في ظل الظروف التي تتعرض لها المنطقة والقضية الفلسطينية واستمرار العدوان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني على أرض فلسطين، نرى بأنه واجب علينا أن ننشد إلى هذه الآلام، لأن تزاحم الأحداث يدفع بنا إلى الاهتمام بالتفاصيل، فالقضية الفلسطينية اليوم وعلى الرغم من كل ما أصابها من انتكاسات مريرة، ستبقى قضية كل عربي محب للحق والحرية، كما أنها اليوم أكثر إلحاحاً وأثراً في تحديد تاريخنا ومصيرنا من أي وقت مضى، ومن هذا المنظور فإن توقيت إصدار هذا الكتاب اليوم يحقق أكثر من غاية. الأولى تكمن في الإطلاع على دور جبهة التحرير الفلسطينية منذ انطلاقتها وحتى هذه اللحظات وما كان يقوم به الأمين العام فارس فلسطين الشهيد القائد "أبو العباس" من دور كبير، حيث تنظر قيادات الجبهة إلى ما بعد استشهاد الرفيق القائد "أبو العباس". وثانية، هي غاية قومية عربية عامة، ولعل وعينا لماضينا القريب ولحاضرنا المؤلم مما يتطلب وضع الأمور أمام الشعب الفلسطيني لأن المصائب لا تزيد الأمم الحية إلا تصميماً على الاستمرار في النضال وتحقيق حياة كريمة وحرة.
___________________________________________________________________
جبهة التحرير الفلسطينية تاريخ مشهود له في عمر الثورة


عندما يقف المرء ليكتب عن جبهة التحرير الفلسطينية ودورها في مجمل العملية النضالية والوطنية للشعب الفلسطيني وفصائله وقواه منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة حتى هذه اللحظة، يجب ان يقف بشكل خاص امام فارس من فوارسها الابطال وقائدا نذر حياته في سبيل فلسطين والامة لن يستكين يوماً أو يلين رغم كل المصاعب فقدم حياته على طريق التحرير انه الشهيد القائد الامين العام محمد عباس "ابو العباس" وكذلك قائدها العسكري الذي عرفته ميادين العمل الوطني والنضالي انه الرجل الاستثنائي القائد سعيد اليوسف الذي كان الشخصية الثانية القيادية على المستوى العسكري التي تولي الاهتمام لعملية الكفاح والنضال ضد العدو الصهيوني مع هيئة قيادية اخرى.
لقد كان هدف جبهة التحرير الفلسطينية منذ انطلاقتها كيف تحافظ على الموقف والموقع في آن معاً، فكان تأسيس القوات المسلحة للجبهة له دوره العملي الى جانب الفصائل الفلسطينية الاخرى وذلك من خلال العمليات البطولية، فأحتلت الجبهة مكانتها في التاريخ الوطني للشعب الفلسطيني رغم الظروف التي احاطت بها من كل الجوانب والامكانيات الضيئلة، حيث قامت بعمليات عسكرية نوعية ومميزة ونفذتها مجموعاتها بشجاعة واقدام ضد العدو الصهيوني ومستوطنيه وابرزها عمليات الخالصة ونهاريا والقدس البحرية والقدس الاستشهادية وغيرها من العمليات التى طوعت العدو من البحر والبر والجو.
ولعبت الجبهة دورا بارزا في النضال على مختلف الميادين وشكلت الدرع الواقي في الدفاع عن الشعب الفلسطيني في مخيمات اللجوء والشتات بمواجهة العدوان الصهيوني ، ووقفت الى جانب القوى الوطنية والاسلامية في مواجهة الاعتداءات الصهيونية التي كانت تطال الجنوب اللبناني قبل عام 1982، حيث كنت ترى قيادة الجبهة في كافة المواقع والمخيمات يوميا وذلك تأكيدا على اهمية التواصل مع المناضلين الصامدين ، وهنا لن ننسى الاجتياح الصهيوني عام 1978 حيث كانت قوات الجبهة تتصدى للاجتياح على كل الجبهات وخاضت المعارك على كافة المحاور جنبا الى جنب مع مقاتلي الحركة الوطنية والثورة الفلسطينية وخلف خطوط العدو وقدمت خيرة مناضليها شهداء وجرحى واستطاعت جبهة التحرير الفلسطينية ان تقدم للجميع صورة مشرقة للحالة التي كان يتمتع بها مقاتلوها، وتحمل القائد الشهيد ابو العباس رغم وقف اطلاق النار مع العدو مشقة كبيرة نتيجة مواقفه الصلبة آنذاك، فحاول البعض تصفيته وتصفية الجبهة لكن صموده مع مقاتليها افشل كل المحاولات رغم استشهاد عدد من المناضلين، لأن نظرة الجبهة كانت فلسطين والقتال يجب ان لا يكون إلا مع العدو الصهيوني.
وقد احتلت الجبهة موقعها المتقدم في معارك التصدي للأجتياح الصهيوني صيف عام 1982 للبنان، فخاضت معارك مشرفة في القطاع الشرقي اي النبطبة وقلعة الشقيف ودير الزهراني ومنطقتي صور وصيدا وعلى كافة المحاور وصولا الى جبل لبنان حيث كان المشرف على عمليات الجبهة القائد سعيد اليوسف الذي خاض هو ومجموعة من رفاقه في الجبل معركة بطولية مع قوات العدو الصهيوني الغازية استمرت لساعات يوم 24/6/2006 وبعدها فقد ولم يعرف مصيره، كما سطرت قوات الجبهة ملاحم بطولية في الدفاع عن عاصمة العرب بيروت في مواجهة الحصار الصهيوني الذي دم ثلاثة اشهر ، حيث اصيب القائد الشهيد محمد عباس " ابو العباس " برأسه وهو يتفقد مواقع القوات المشتركة الفلسطينية اللبنانية .
وفي كل المعارك قدمت جبهة التحرير الفلسطينية التضحيات الجسام فأستشهد لها عدد كبير من قادتها وكودارها ومناضليها وما زالت اسماءهم تشكل منارة ساطعة في تاريخ النضال الفلسطيني والعربي .
ورغم حضورها الدائم كرست الجبهة معادلة نضالية جديدة بعد الخروج من بيروت وفتنة الانشقاق الكبير التي حدث في الساحة الفلسطينية انذاك وتشتت قوات الثورة في الدول العربية ، فوضعت استراتيجيتها وبأساليب كفاحية متطورة بغض النظر عن المسافة التي تبعد المقاوم عن ارضه فهو قادر على الوصول اليها واستمرار الصراع مع العدو ، فكانت عملياتها ضد العدو الصهيوني من جنوب لبنان عبر التحالف مع المقاومة الوطنية والاسلامية وكذلك من الخارج عبر ابتكارها اساليب جديدة للنضال ، فكانت عملية اكيلي لاورو ومن ثم عمليات نوعية اخرى ضد اهداف العدو الصهيوني .
وجاءت الانتفاضة الباسلة الكبرى عام 1987 حيث رفع الامين العام الشهيد القائد ابو العباس شعار لينضم السلاح الى الحجر ونفذته عمليا وميدانيا عبر عمليات جريئة داخل الوطن المحتل وشكلت عملية القدس البحرية النوعية الرد الحاسم على المخططات الامريكية الصهيونية وادت الى قطع الحوار الفلسطيني الامريكي انذاك .
وبغض النظر عما وصلت اليه الامور تعقيدا بعد اتفاق اوسلوا إلا ان الجبهة حافظت على موقفها الوطني والنضالي ودفاعها عن منظمة التحرير الفلسطينية وشرعيتها وقيادتها وعلى رائسها الرئيس الشهيد ياسر عرفات وتناغم موقفها مع رفض اتفاق اوسلوا والبقاء ضمن اطار المنظمة ، ولكن كان الاعداد والتوجيه من قبل قيادتها التي استغلت اتفاق اوسلوا لادخال عدد كبير من كوادرها ومناضليها الى ارض الوطن فلسطين حتى تأخذ الجبهة دورها الكفاحي واستثمر الامين العام للجبهة محمد عباس " ابو العباس " دعوة انعقاد المجلس الوطني في غزة ودخل ارض الوطن من اجل اعادة البناء التنظيمي للجبهة وهذه الخطوات شكلت مرحلة متقدمة لتطوير وضع جبهة التحرير الفلسطينية، وبعد اندلاع انتفاضة الاقصى الثانية قررت قيادة الجبهة اعتماد كل اساليب النضال في مواجهة العدو الصهيوني ، حيث انخرطت بكل طاقاتها في الانتفاضة وكان لها دورها الريادي والعسكري من خلال كتائب طلائع التحرير الفلسطينية ونفذت العديد من العمليات النوعية ومنها عملية القدس الاستشهادية التي نفذتها البطلة المناضلة عندليب طقاطقة ، وكانت عملياتها تحمل اسم قادتها الشهداء ، وبعد استشهاد امينها العام فارس فلسطين " ابو العباس " الذي استشهد في معتقلات الاحتلال الامريكي في العراق على اثر اعتقال دام سنة بعد سقوط بغداد في قبضة الاحتلال الامريكي ، اصبح اسم كتائبها كتائب الشهيد ابو العباس ، وهنا لا نخفي سرا بإن هناك كان تعتيم اعلامي على عمليات الجبهة ضد العدو الصهيوني وقطعان المستوطنين على ارض فلسطين وتبني من بعض الجهات لهذه العمليات حيث لا يحلوا للبعض ان يكون هناك مكانة لهذا التنظيم الذي عرف بمدى قدرته على مواجهة العدو في كل مكان وبما يمثل على صعيد الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة .
ان من حق جبهة التحرير الفلسطينية ان تفخر بانها ساهمت مساهمة فعالة ومتواضعة في استمرار خيار الانتفاضة والمقاومة وقدمت تضحيات جسام من الشهداء والجرحى والاسرى والمعتقلين ، ومن حق كل الفصائل ان يفخروا بانجازات المقاومة والانتفاضة التي قدمها الشعب الفلسطيني والمقاوميين الابطال عبر صمودهم البطولي في مواجهة الاحتلال وقعطان المستوطنين الصهاينة ، حيث حصد الشعب الفلسطيني وقيادته وقواه الوطنية والاسلامية انجازا اوليا وهوجلاء الاحتلال عن قطاع غزة كثمرة من ثمار النضال الوطني على طريق الانتصارات والمكاسب من اجل انجاز الاهداف الوطنية .
ولعل لم اتطرق بشكل واسع الى مواقف جبهة التحرير الفلسطينية السياسية لانها سوف تتصدر هذا الكتاب عبر المقابلات والتصريحات والبيانات الصادرة عن قيادتها حول كل التطورات .
امام كل ذلك ورغم الظروف الصعبة والدقيقة التي تجتزها القضية الفلسطينية يبقى القول بإن بات على الجميع تحمل مسؤوليتهم سلطة وحكومة وفصائل وقوى واحزاب ومؤسسات وهيئات من اجل تعزيز وحدة الصف الفلسطيني ضمن اطار الوطن الام منظمة التحرير الفلسطينية مسيجة بالديمقراطية وبروح العمل الجماعي والتمسك بالثوابت وقرارات الاجماع الوطني ووثيقة اعلان الاستقلال وبقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية وخاصة القرار الدولي 194 وبخيار الانتفاضة والمقاومة على طريق تحقيق اهداف الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال والعودة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق