الجمعة، 4 ديسمبر 2009

لحظة استشهاد الأمين العام الفارس "أبو العباس"

لحظة استشهاد الأمين العام الفارس "أبو العباس"
بقلم/ ناظم اليوسف
نائب الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية
لحظة تيقنت وسائل الإعلام العربية والعالمية أن شيئاً مفاجئاً قد حصل، ألا وهو النبأ العابر في بداية الأمر وهو استشهاد القائد الفلسطيني "أبو العباس" الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية في معتقلات الاحتلال الأميركي في العراق، فأجريت الاتصالات وتأكدت من النبأ ذلك النبأ الذي أكد بأن يد الإجرام كانت تخبئ كل حقدها منذ اعتقاله في العراق بتاريخ 15/4/2003 ومن ثم اغتياله في معتقلاتها بتاريخ 9/3/2004 زاعمة أنه توفي على أثر مشاكل في القلب حيث عكست بعد ذلك التقارير الصحفية هول الجريمة التي تعرض لها الشهيد القائد "أبو العباس" والأسرى والمعتقلين في سجن أبو غريب في العراق وفظاعتها.
كما تصدر نبأ استشهاد القائد "أبو العباس" الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية عناوين نشرات الأخبار وتقارير المراسلين ومختلف الصحف العربية والدولية والفلسطينية، فالكل يدرك أن الشهيد القائد كان أحد أبرز قادة العمل الوطني الفلسطيني في موقعه ودوره النضالي على مستوى الساحة الفلسطينية وضمن إطار منظمة التحرير الفلسطينية وشكل هذا الدور مقدمة في مجال الفعل والحرب المفتوحة بيننا وبين العدو الصهيوني، حيث كان للجبهة دورها ومكانتها في الصراع العربي الصهيوني من خلال العمليات البطولية النوعية والمميزة التي قام بها أبطال الجبهة ضد العدو الصهيوني على أرض فلسطين وذلك بتخطيط وتعليمات الشهيد القائد الأمين العام للجبهة الرفيق "أبو العباس" الذي جسد نموذجاً للإنسان المقاتل الجريء والشجاع في كافة المحطات التي واجهت مسيرة الثورة الفلسطينية المعاصرة، حيث راهن العدو الصهيوني بأن اغتياله سوف يُضعف الجبهة لكن رهاناته فشلت حيث تمكن رفاق الشهيد القائد "أبو العباس" من الاستمرار بعزيمة وإرادة مستلهمين ما مثله القائد فارس فلسطين من معاني في التضحية والعطاء.
اليوم، تزداد حاجتنا أكثر من أي وقت مضى إلى فهم واستيعاب الدرس الذي أعطاه لنا الشهيد القائد "أبو العباس" في حياته وفي استشهاده... إن فلسطين هي قضية عربية وإن فلسطين وطن وقضية حاضر ومستقبل ومصير لا يقبل إلاّ خياراً واحداً هو تحريرها من رجس الاحتلال الصهيوني.
لقد تميزت شخصية القائد الشهيد "أبو العباس" بالعديد من الصفات، فعلى الصعيد السياسي كان صاحب رؤية ومنهج واضح، مؤمناً بأهمية الوحدة الوطنية ضمن إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ومؤمناً بترابط النضال الوطني الفلسطيني مع النضال القومي العربي والنضال الإنساني ضد الظلم والاستبداد.
والعهد للشهيد القائد "أبو العباس" فارس فلسطين أن نستكمل مسيرته مسيرة النضال التي استشهد من أجلها وأن ننفذ وصيته التي تدفعنا إلى الحفاظ على مدرسة الكفاح والنضال حتى يرفع علم فلسطين فوق مآذن القدس عاصمة دولة فلسطين ويتحقق حلم شعبنا بالعودة إلى دياره وممتلكاته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق